JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

أنت من تُجالس فاختر بعناية جليسك

 


أنت مرآة لمَن تجالس

هل فكرت يومًا أن كل مَن تجالسه هو في الحقيقة يترك شيئًا في داخلك؟

وأن الأرواح تتبادل الهمسات، حتى وإن لم تنطق الألسنة؟

وأن بعض المجالس والجلسات ترفعك للسماء، وأخرى تسحبك إلى قاع لا تراه إلا حين تغرق؟

"كل مجلس تحضره، إمّا يفتح لك بابًا للنور، أو يطفئ فيك بصيصًا من الحياة."

نبرة من داخلي… 💭

أنا لا أعلم لماذا تغيرت، لكنني أشعر أنني لم أعد أنا ذلك الإنسان الذي يحلم ليحقق وينجح ويصنع فارقا.

ربما لأنني جالست من امتصوا إيماني، من سخروا من حلمي، من زاحموني بالضجيج حتى صرت صامتًا وأخاف أن أكون قد شبّهت نفسي بغيري، وأنا خُلقت مختلفًا… لأكون أنا.

ولسان الحال يقول:
صَحِبتُ قومًا… فما زِدتُ بهم إلا غيابًا
كأنّ الفكرَ حين ينام، يُلبسني الضبابا
فمن يُخالطُ الذاهلين، يُصبح مثلهم خرابا

يحكى أن… (قصة من خيال إلهام 360) 📖

يحكى أن شابًا كان ذكيًا، مُشرق القلب، يملأ الأماكن بالحديث الجميل.

لكنه بدأ يُجالس قومًا لا يتحدثون إلا بالسخرية، والتهكم، والنقد… يضحكون على كل شيء، حتى الخير.

شيئًا فشيئًا، بدأ يضحك معهم… ثم يسخر، ثم يصمت، ثم يكره الكلام.

وذات يوم، جلس مع شيخ كبير، فقال له: "ما بال قلبك مُنطفئ؟"

قال: "جالست قومًا لم أكن على طريقتهم، فصرت منهم!"

فرد الشيخ: "عد كما كنت… فكل يوم تجالسهم، تموت قطرة من نورك، وأنت لا تشعر."

من تُجالس في دينك؟ 🌿

قال رسول الله ﷺ:  «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل» – رواه أبو داود والترمذي.

وفي حديث آخر:  «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير…» – صحيح البخاري.

فمن جالسك، شكّلك، ومن أحاط بك، صاغك ولو من غير قصد.

من سيرته  🕯

في لحظة صدقٍ مع نفسك… اسألها: من هم رفاقي؟

هل يزيدونني نورًا أم يُطفئون ما تبقى مني؟

هل يُغذون عقلي وإيماني، أم يسحبونني كل يوم خطوة نحو التيه؟

وقد قال رسول الله ﷺ، بكلماتٍ تُشبه المرآة لمن أراد أن يتبصّر:

“مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير: فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة.” رواه البخاري ومسلم

تأمل… لم يقل: الجليس الطيب والسيئ، بل قال: “مثل”، أي أن التأثير قد يكون خفيًا، غير مباشر، لكنه عميق الأثر.

فالمجالس الطيبة، كحامل المسك تفوح من حديثها الحكمة، ومن نبرتها الطمأنينة، تزيدك قربًا من الله، وتُعيدك إليك.

أما المجالس الفارغة، فهي كالنار: قد لا تراها تحرقك فورًا… لكنها تترك أثرًا أسود على روحك، وأنت لا تدري.

ولذلك، كان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على الجليس كما يحرصون على الطاعة،

وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “عليك بإخوان الصدق، فإنهم زينة في الرخاء، وعدة في البلاء.”

وفي قصة أبي هريرة رضي الله عنه، كان يقول: “صحبت رسول الله ﷺ على ملء بطني.”

أي أنه آثر الصحبة والنور، على الراحة والطعام، فكان ثمرة تلك المجالس أنه أصبح أكثر الصحابة روايةً للحديث…لا لأنه كان الأذكى، بل لأنه اختار أن يجالس من ينير القلب والعقل.

فاختر جليسك، كما تختار مصيرك…فربّ مجلسٍ يُحييك، وربّ آخر يُطفئك دون أن تدري.

هل تشعر أنك مشوش من داخلك؟ اسأل نفسك: من تُجالس؟ 🧠

القلق لا يأتي من فراغ، بل من كثرة المُداخل في العقل.

إن كنت تُجالس كثيري الشكوى، ستشكو.

إن كنت تُجالس ناكري النِعم، ستنسى ما لديك.

إن كنت تُجالس المتشائمين، ستبني بيتك وسط الظلام، وتُطفئ النوافذ.

إليك أيها القارئ… قصة أخرى 📖

شاب يحب القراءة، كان يجالس أصحابه في المقهى يوميًا… لا نقاش، لا فكرة، فقط ضحك بلا روح، ونقد لكل شيء.

وذات مرة، جلس في مكتبة، بجوار شيخ يقرأ بهدوء.

دار بينهما حديث قصير، لكنه غيّر مسار حياته.

قال له الشيخ: "الحديث مع العقول، يُحيي الأرواح."

ومن يومها، غيّر مجالسه… فصار يُحاور، ويتعلّم، ويكتب.

وفي كل مرة كان يعود لمجلسه القديم، يشعر أن صدره يضيق… ففهم الفرق بين من يُنبت عقلك، ومن يُطفئه.

ومضات من إلهام 360

ليس كل مجلس يُقال فيه "مرحبًا"، هو آمن.

العقل يتغذى كما الجسد، فإما أن تزرع فيه نور، أو تُغرس فيه شوك.

الصمت في مجلسٍ فاسد، لا يُسمّى أدبًا… بل نجاة.

ولسان الحال يقول:
إذا أردتَ رُقيًّا، فاجلسْ مع مَن ينهضون
ولا تَقربْ مجلسًا، بهِ القلوبُ تذبلُ وتَهون
فالنخلُ لا يُثمر، إن عاش بين الشوكِ والجنون

همسات لإجل قلبك 💌

لا تجالس من يشكّكك في نيتك أو دينك، فإنهما بينك وبين الله.

لا تجالس من يضحك على قيمك، لإنه سيضحك عليك غدًا.

لا تجالس من يزرع فيك التشاؤم، فإن عقلك بستان مع الإيام سيتقبله.

    جالس من يُشبهك تمامًا… فإنه مرآة لك.

لحظة مواجهة شخصية 🪞

تخيّل نفسك بعد خمس سنوات… واسألها: من جلس معي؟ من سحبني؟ من رفعني؟

اسأل نفسك: كم مرة ضحكتُ في مجلس، ثم عدتُ بصداع داخلي؟

كم مرة قلت: لن أعود… ثم عدت؟

اجعل لنفسك سورًا… لا يدخل أحد قلبك إلا من يضيف إليه نورًا.

رسالة إلى عقلك… ولمن يُجالسه 🕊

أنت لم تُخلق للهوامش… فاختر مجالسك كما تختار غذاءك.

ولا تقل: أنا قوي… فإن قطرة من السُم تُفسد كوبًا من الماء.

مجالسك هي أنت، وأنت من تجالس.

"القلوب تُصاغ في الجلسات… فاحرص على أن تُجالس من يذكّرك بالله، لا من يُنسيك نفسك." – من تأملات إلهام 360
Comments
No comments
Post a Comment
    NameEmailMessage