JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

وإن طالت أيامك وتعثرت أحداثك

 


وإن طالت أيامك وتعثرت أحداثك


ربما مرّ بك العام، والعامين أو أعوام كثيرة، ولم تصل لما تمنّيت تشعر من داخلك أن الطرق تتقاطع بك ولا تلتقي، وأن الدعاء صاعد ولا أثر للنزول.

لكن… هل تذكّرت يومًا أن أطول الرحلات كانت هي الأصدق أثرًا؟ وأن العثرات لم تكن سوى جسور غير مرئية نحو مقصدك وأن كل تأخير وتعب ومرض في حياتك ما هو إلا خير لك؟!

لذلك طمئن قلبك… فما تأخر شيء إلا لحكمة، وما تعطّل طريقك إلا لأنه يُمهد لشيء أعمق من التوقع.

حديث مع قلبك المنهك 🫀

هل حدثت نفسك قائلًا: "يا قلبي… إن كنت لا ترى إلا الركام، فالله يرى بذرة تنبت في أرض الألم."

"يا قلبي… إن طالت الأيام، فرُبّ الليلُ الطويل يليه فجرٌ باسم."

مع هذا الحديث تذكر وطمئن قلبك: بأنه سيأتي يومك وتشرق شمسك ويسطع نجمك وتتحقق أحلامك. 

يحكى أن… 🕯

يحكى أن شابةً كانت تحلم بدراسة الطب، لكن والدها لم يستطع أن يوفر لها رسوم الجامعة.

فاضطرت للعمل في محل بسيط، تبيع القهوة وتُعدّ الفطور لمرتادي المكان.

كانت تقرأ في أوقات فراغها كتب التشريح، وتدوّن في دفتر صغير أمانيها.

وذات صباح، جلس طبيب كبير بجانبها وسألها عن كتابها، فأُعجب بذكائها.

وبعد أيام، تبنّى تعليمها ورعايتها، وقال لها: "كنت أبحث عن حلمٍ نقي… فوجدته فيكِ."

تخرجت بعد سنوات، وأصبحت طبيبة شهيرة، وقالت في أول مؤتمر لها:

“لم أكن متأخرة… كنت أُجهّز للوقت الذي يُصبح فيه حلمي مستعدًا لاستقبالي.”

من القرآن… وعدٌ للتائهين

حين طال البلاء على يعقوب عليه السلام، واشتدّت وحشته على يوسف، قال:

﴿وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ – يوسف، 86

وحين عاد يوسف إليه بعد سنين قال يوسف:

﴿قَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ﴾ – يوسف، 100

لم يذكر الغار، ولا الجب، بل قال "أحسن بي". تأخر اللقاء، لكن تم في أجمل حال… فتفائل.

من سيرة الصحابة… لطف التأخير 🍃

عن أبي ذر رضي الله عنه، أنه قال: "أوصاني خليلي ﷺ أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي." – رواه مسلم (حديث 2806)

كان أبو ذر زاهدًا، لم يكن كثير مال، لكنه كان غنيًا بطمأنينة القلب.

ومع أنه عاش فقيرًا، إلا أن النبي ﷺ شهد له بالصدق، وقال فيه:
"ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر." – رواه الترمذي (حديث 3801)، وحسّنه الألباني

ما حاجتك إلى سرعة الأحداث، إن كنت في صحبة الرضا؟

ولسان الحال يقول… 📝

لا تيأسنّ وإن تعثّرت الخُطى
فالدرب يُعبَّد بالحجارة لا السُرُج

إن التأخر ليس نقصًا في المدى
بل حكمةً تمشي بكَ حيثُ النُضُج

ومضات خفية من لطف الله

ليس كل شيء يُقال… بعض النِعم تحتاج وقتًا لتكتمل دون إعلان.

التأخير لا يسرق الأمل… بل يُصفّيه.

دعوتك التي لا تُستجاب اليوم… بل تُختزن لك لذلك أنت لا تدري كم هو أجمل لك.

اقتباسات من "إلهام 360" 💡

"الله لا يؤخر عنك شيئًا إلا لأنه يعلم أنك تستحق أعمق مما طلبت."
"أنت لا تفشل حين تتأخر… بل تفشل حين تظن أن الله نسيك."

لحظة مصارحة 💭

أنت لست متأخرًا، الحقيقة أنه لم يحن الوقت الذي تنسجم فيه كل التفاصيل مع قلبك.

أنت فقط تُهيّأ… لذلك لا تحكم على النهاية من أول المنعطفات.

رسالة لقلبك 💌

وإن طالت أيامك… وتعثرت أحداثك… فالله لا يُنهكك عبثًا، ولا يُبقيك حيث لا تنمو.

ربما خذلتك الأيام… لكنها لم تُنهك لهفتك.

وربما طالت الرحلة… لكنها ما زالت تحت عين الله.

فتمهّل… وقل بقلبك:

"اللهم اجعلني نو حظٍّ عظيم، وشأنٍ عظيم، وسخّر لي من الأرض من يُعينني، وامنحني ما أريد… في الوقت الذي تختاره لي."

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة