عندما يكون الهوس نقمة والفضول ابتلاء
أحيانًا لا يأتيك التعب من العمل، ولا من الفقد، ولا من الفقر… بل من فضولك المفرط.
ذلك الفضول الذي يجعل قلبك لا ينام حتى يعرف: "لماذا فلان تغيّر؟"، "بِمَ يشعر ذلك الشخص؟"، "ما السر وراء سعادة تلك الفتاة؟"
صوت داخلي: ماذا أفعل بهذا الفضول؟ 🧠
تسأل نفسك: هل الفضول خطأ؟ أليس هو ما يحرّك المعرفة؟
نعم، لكن حين يتعدى حدود التعلّم إلى حدود التجسس، ويتجاوز حب الفهم إلى حب التدخل… عندها يصبح ابتلاء ونقمة لا نعمة.
يحكى أن… 🕯
يحكى أن رجلاً، كان لا يهنأ بنومه إن لم يعرف ويتقصى آخر خبر عن الجميع.
يسأل عن جاره، يتابع صديقه، يراقب تصرفات كل من حوله.
وذات يوم دخل عليه ابنه وقال: "أبي، لماذا تسأل عن الجميع؟"
فأجاب: "حتى أكون مطمئنًّا على الناس."
رد عليه ابنه الصغير: "وأين الاطمئنان على نفسك وعلينا؟ هل تعرف ماذا نحب، أو ماذا نريد؟!…"
صمت الأب لحظة، وقال في نفسه نادماً منكسراً: "لقد عشت عمرًا أتابعهم، ولم أتابع نفسي وعائلتي."
من السيرة… صمت النبي وتوجيهه ﷺ 🕊
في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال:
"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه." – رواه الترمذي (2317)، وقال الألباني: حسن
كان عليه الصلاة والسلام يعلم الصحابة كيف يسمو الإنسان بنفسه، لا أن يغرق في تفاصيل غيره.
وفي صحيح البخاري (حديث 6104): جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: "يا رسول الله، دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس"، فقال:
ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس.
الزهد لا يعني الفقر… بل يعني أن تنشغل فيما بينك وبين الله، لا فيما بين الناس والناس.
ولسان الحال يقول… 📝
فما أنتَ الطبيبُ لكلِّ داء
وكم ممن أضاعَ عمرُهُ في عيونٍ
نسيَ القلبَ والتفتَ للغُثاءِ
ومضات وتأملات ✨
البحث عن كل جواب لا يمنحك الطمأنينة… بل يسرق منك راحة القلب.
ليس كل شيء يستحق أن تعرفه… بعض الجهل نعمة.
من النُضج أن تُغلق أبواب لا تخصك، ولو كُنتَ قادرًا على فتحها.
اقتباسات من روح "إلهام 360" 💡
آية تمس العمق 📖
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ – الحجرات، الآية 12
الظن منبع الفضول، والفضول قد يقود للإثم إن لم يُضبط.
لحظة مواجهة 💭
تخيّل لو أن كل ساعة قضيتها في التحديق في حياة غيرك، صرفتها لتطوير ذاتك؟
أكنت اليوم أكثر توازنًا؟ أم أكثر صفاءً؟
توقّف الآن، واسأل قلبك: كم مرة حزنت بسبب خبر لا يعنيك؟
رسالة لقلبك 💌
عِش حياتك، املأها بمراقبة نفسك، لا أعين الناس.
كُن حاضرًا مع الله، وانشغل بعيوبك، واترك ما لا يعنيك فإنه راحة للنفس، ونجاة من الهوس، وسكينة لا توصف.
وكلما رغبت أن تعرف ما لا يلزمك… تذكّر:
"من ترك ما لا يعنيه… سيعيش مرتاحًا ولو في قلب العاصفة."
