JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

هل أرهقتك ذنوبك

 


هل أرهقتك ذنوبك أم أرهقك شعورك بأنها قد لا تُغفر

ذلك الإحساس بأنك لم تعد أهلًا للقبول وأن كثرة التكرار جعلتك تخجل من نفسك، قبل أن تخجل من ربك، لكن مهلاً… من قال إن الله يُحاسبك كما تُحاسب نفسك؟

أليس هو أرحم بك منك؟!

نعم تتوب… ثم تعود، تنهض… ثم تسقط، تتوضأ باكيًا… ثم تفعلها من جديد، ويهمس لك شيطانك: “لن تُقبل!” ويصرخ قلبك بصوت لا يُسمع: “هل أرهقتني ذنوبي؟”

يا من أرهقته الذنوب… وتراكمت عليه الخطايا كالسحاب الثقيل، أما آن لقلبك أن يفيق من غفلته؟

أتُراك ظننت أن كثرة السقوط تُغلق أبواب السماء؟

بل إن الله يراك في كل ضعف، ويحتضنك عند كل ندم، ويشتاق لدمعتك كلما عدت، بل إن كل دمعة توبة تذرف من عينك، تُكتب في صحف الملائكة نورًا، ولو تكررت لألف الف مرة، فالعبد لا يهلك من ذنبه، إنما يهلك حين ييأس من الغفران، ويكفيك شرفًا أن الله قال: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} ولم يقل: عن أوليائه فقط، فالذنوب لا تهزمك، بل تعلّمك أنك عبد ضعيف، مفلس، محتاج، إلى ربك، تب إلى الله توبة الذليل المكسور، وتعلّق به تعلقَ غريقٍ لا يعرف ضوءً غير رحمته، واجعل في كل سجدة لك ذنبًا تمحوه، وفي كل “استغفر الله” جدارًا تبنيه بينك وبين النار، ثم قل بقلبك: يا رب، إني عدتُ إليك بعد كل هذا، فاغفر لي… فإنك أرحم بي من نفسي.

فلو علم العبد كم مرة ناداه ربُّه في الخفاء، حين غفل، لما وسعه إلا البكاء، ولو أبصر قلبه كيف كانت رحمة الله تطارده بين الذنب والذنب، لما نام من الخشية طرفًا، الله لا ينظر إلى عدد السقطات، بل إلى صدق العودة، ولو جاءت على رُكبتي الانكسار، هو لا يُعييه كثرة طرقك لبابه… بل يعتب عليك أنك لا تطرقه كثيرًا!

فإن أعياك حمل الذنب، فلا تحمله وحدك… ضعه على سجادتك وابكي في سجودك، والله سبحانه ما جعلك تذنب ليُعذبك به، بل ليكسرك إليه، ويعرّفك ضعفك، فتكتشف قوته فيك، فأجمل لحظة ليست حين تبتعد فتنجو، بل حين تعود منهزمًا… فيُنجّيك، دع عنك أصوات اليأس، فإن الشيطان لا يحزن لبقائك على الذنب… بقدر ما يفرح ليأسك من المغفرة!

واخلُ بنفسك، وردد في آخر الليل: “يا رب، إني أخطأت… ولكني لم أبدّل بابك.”، فإن بكيت… فابكي كما يبكي العائد من الضياع، لا كما يبكي المقطوع الرجاء، وقل لنفسك كلما همّت بالسقوط: “إن الله يراني الآن، فهل أُغضبه من جديد؟”

فإن وسوس لك الشيطان أن الله قد ملّ منك، فاقطع وسوسته بهذه الآية:

{نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم}

(الحجر: 49)

هو لم يقل: عبادي الصالحين، بل قال: عبادي… فدخلتَ أنت في الخطاب, وإن هجرك الناس بعد زلتك، فتذكّر أن الله يبقى، وإن ذهبت كل الأسماء، وإن خانك لسانك في الدعاء، فالله يقرأ من قلبك ما لا ينطقه فمك، ارفع كفيك المرتعشتين… وقل له: يا رب، أنا لست طاهرًا، لكنني أحبك، قلها بدمعك، لا بلسانك… فإن الله لا يرد من جاءه خائفًا باكيًا، ولو لم يكن في قلبك خير… لما شعرت بهذا الوجع كلما عصيت، فالبعيد لا يتألم، أما من أوجعه ذنبه… فهو قريب، ولعلّك كلما قلت: “اللهم إني اذنبت”، قال الله للملائكة: “انظروا لعبدي عرف أن له رب يغفر الذنب ويأخذ به… فاغفروا له.”

يا من أثقلتك ذنوبك… اسمعني جيدًا:

إن الله لا ينتظر منك أن تكون نقيًّا لتقترب، بل يفرح حين تأتيه مثقلًا، باكيًا، خائفًا… ثم تقول: “لقد تعبت من نفسي!”، ويكفيك شرفًا… أنك ما زلت تخجل، وما زلت تطرق بابه، وما زلت تبكي وحدك لأنك تعلم أنك أذنبت، وهذا الخجل وحده… عبادة، وهذا الرجوع، وإن تكرر، دليل أن قلبك ما زال حيًّا، يبحث عن النور في ظلمة الذنب، فلا تنسَ… أن الله حين قال:

{وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون} لم يقل: الصالحون فقط، بل خاطب كل من في قلبه إيمان، ولو كان يتآكل، عد إليه… فإنك إن جئت بذنوبك ملءَ الأرض، جاءك هو بمغفرة لا يعجزها شيء.


النهاية؟

 لا… هذه بداية قصة العودة

هذا ليس نصًا مكتوبًا… بل مرآة

تُريك وجهك حين تبكي، وتقول لك:

حتى الذنوب… قد تكون طريقًا إلى الله.

ما كتبته لك ليست عناوين متفرقة، بل خيوط متّصلة تنسج للروح طريقًا يبدأ من الانهيار… لينتهي بالقيام، وماهي إلا بداية لحياتك الجديدة ولعل هذا هو أول سطر في رواية تعيد كتابتك، وهذه اللحظة، هي التذكرة التي انتظرتها طوال الطريق، لتكتب لك سطور روايتك وحياتك الجديدة فكن معي واقرأ هذه السطور.

💭 إليك هذه القصة… تشبهك كثيرًا

يحكى أن شابًا كان يختلي في غرفته كل ليلة، لا ليرتاح… بل ليُغرق نفسه في الذنب، ثم يبكي، ثم يتوضأ، ثم يُصلي، ثم يعود… ثم ينكسر، وفي كل مرة يعود، كان يقول: "لن تُقبل توبتي… لقد كثرت ذنوبي!" حتى جاء يوم، قرأ فيه قوله تعالى:

{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} (الزمر: 53)

فبكى، لا لأن الآية جديدة، بل لأنه أول مرة يراها وكأنها خُطّت له وحده ومن تلك الليلة… لم يتوقف عن التوبة، بل توقف عن اليأس.

وهذه قصة من واقعنا… من شريط الحفلات إلى محراب القرآن

شابٌ كان مشهورًا بين أقرانه بالأغاني والحفلات… وفي ليلةٍ من ليالي العُمر، شعر بانقباض لم يفهمه، فدخل مصلى صغير بجانب المسرح، ليُبرر لنفسه أنه “فقط يرتاح”.

وضع جبينه على السجادة، وبدأ بالبكاء دون كلمات.

واليوم؟

هو إمام مسجد، يحفظ كتاب الله، ويقول: “كأن الذنوب كانت فقط طريقًا إلى الركوع.”

ولسان حالك يقول

رجعتُ إليك منكسرا بذنبي… وفي عينيّ تاريخُ الهزيمة

فأدركتُ الرجوعَ إليك عزٌّ… وأنّك في خطاياي رحيمُ

إليك ومضات وُلدت من قلب الخطيئة

كل ذنب يُبكِيك… هو ذنب يُطهّرك

لا تظن أن تكرارك ضعفٌ مذموم… ربما هو طريقك للخضوع

الغريق لا ينجو بالصراخ… بل بالاتجاه نحو السطح، فافعل ذلك بقلبك

🧠 نبرة داخلك تقول: أنا أتعبني ضعفي!

أتوب ثم أعود، وأشعر أن الله لن يغفر لي… لكن هل سألته بصدق؟

هل قلت له: “اللهم إني أعلم أنك أكرم من أن تردني، فتب عليّ وإن عدتُ ألف مرة؟”

تذكر قوله تعالى:

{ومن يغفر الذنوب إلا الله} (آل عمران: 135)

ربما تقول أشعر أنني لست أهلًا للمغفرة، فهل هذا يعني أنني هلكت؟

كلا، بل هذا الشعور علامة حياة، الميت هو من لا يشعر بالذنب أصلًا، أما أنت، فإن الله يسمع صوت بكائك، ويعلم كم مرّة تبتَ وانهرت، لكنه لا يُحاسبك… بل يريدك أنت تعود وتتوب

تأمل معي آية واحدة… أخرجت رجلاً من الظلمة إلى الرحمة

كان أحد البكّائين من التابعين يقول:

“ما زلت أُذنب حتى ظننت أن الله قد أغلق بابه، حتى وقفت على قوله تعالى:

{إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا}

(الأعراف: 201)

فأيقنت… أن التذكر بحد ذاته توبة.”

أحيانًا لا تتعبك الذنوب… بقدر ما يُتعبك أنك "لا تستطيع أن تتوقف عنها"، فتظن أن قلبك ميت، وروحك باردة، وأن الله قد أغلق الباب… لكن الحقيقة؟ أنك "تتألم"… ومن يتألم من ذنبه… لا يزال قلبه حيًّا.

لتكن دموعك بابًا، لا قيدًا.

📖 من نور السيرة: لم يُخلق أحد بلا ضعف

كان أحد الصحابة قد شرب الخمر مرة بعد مرة، وكان يؤتى به إلى النبي ﷺ ليجلده، فقال رجل: "اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به!" فقال ﷺ: "لا تلعنوه، فو الله ما علمتُ إلا أنه يحب الله ورسوله" (رواه البخاري: 6780)
تأمل! ذنب ظاهر متكرر… ومع ذلك، ما حكم عليه النبي بالكفر، بل شهد له بالمحبة، فمن نحن لكي نقنط من رحمة الله؟!

🕯️ ولسان حالك يقول:

تكررتُ في الذنبِ… أجرُّ خيبتي، وأسيرُ في الليلِ… مثقلاً بعِتابِ

لكني كلّما هممتُ بتركك، ناديتَ: عُد لي… فأنت بابي وكتابي

📚 من التابعين والصحابة… كانوا مثلي ومثلك

  • فضيل بن عياض: كان لصًا، يسطو على البيوت، حتى سمع يومًا من على السطوح آية:
    "ألم يأنِ للذين آمنوا..." فبكى وسجد وتاب… وأصبح من كبار الزهاد.
  • الصحابي أبو محجن الثقفي: كان يشرب الخمر، ويُجلد، لكنه في معركة القادسية قاتل ببسالة، فعفى عنه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم جميعا… وتاب توبة عظيمة بعدها.

💔 همسات لقلبك المنهك

لا أحد يرى كم مرة بكيت بعد الذنب… لكن الله رآك.

من قال إن التكرار يُسقط التوبة؟ بل يُعمّق احتياجك للغفران.

لا تيأس، فكل دمعةٍ بعد الذنب… لا تضيع عند الرحمن.

💌 ومضة لقلبك:

إذا ضاق صدرك من نفسك… فإن الله لم يضق منك أبدًا، أنت تعود إليه محمّلًا بالذنوب… فيستقبلك بالرحمة، فمن أعظم من هذا الإله؟!

🎯 رسالة لقلبك

الله لا يملّ من رجوعك

كم مرة رجعت؟

كم مرة بكيت؟

كم مرة قلت: هذه آخر مرة، ثم عدت؟

الله لا يُعدّ كم مرة، بل يفرح أنك عدت، كل الذي عليك لا تغلق الباب… ما دامت التوبة تفتحه، كلما شعرت أنك لا تستحق التوبة… تذكّر أن الله قال:

{ورحمتي وسعت كل شيء} (الأعراف: 156)

وأنت “شيء”.

ذنبك لا يعني موتك… بل يعني أن روحك لم تُروَ بعد، عد كما أنت، ولو أتيته بكل ذنوبك… لوجدته يغفرها كلها.
"إن الله يغفر الذنوب جميعًا" (الزمر: 53)
فقط… لا تيأس.

 

 ✨إن شعرت أن كلمات "إلهام 360" لامست قلبك، فهذه ليست صدفة...نحن هنا نكبر بدعمك ووجودك.


انضم إلينا وكن جزءًا من الرحلة عبر قنواتنا الرسمية:

إذا كنا قد لامسنا قلبك، فشارك به من يحتاج أن يقرأه اليوم واجعل من إلهام 360° محطّتك الأولى لتقوية نفسك… كل يوم. 


© 2025 – إلهام 360 | كل لحظة تلامس قلبًا، تُعيد خلق عالم.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة