JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تلك السنون وإن طالت

 


تلك السنون


هل تتذكّر تلك الأيام التي حسبتَ أنها لن تنتهي؟

تلك اللحظات التي ظننتها خالدة، والضحكات التي حسبت أنها لا تغيب… كلها مضت.

الحياة لا تُمهل أحدًا، والزمن لا يُعيد شيئًا.

"كل ما ظننته دائمًا… سيمر، وكل شيء وثقتَ بثباته… سيتغير وينقلب لأن الله أراد للدنيا أن تمضي، لا أن تدوم."

صوت من داخلي… 💭

لماذا أتعلّق بالأشياء وأنا أعلم أنها لا تبقى؟

لماذا أتوهم أن لحظة فرحي ستخلد، أو أن حزني لا نهاية له؟

أليس الله من قال:  ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾ – سورة الرحمن، الآية 26

كل شيء سيمضي ويفنى إلا وجهه الكريم سبحانه… فهل أنا مستعد لأحتوي ما يتغير، دون أن أنهار؟

ولسان الحال يقول:
تلك السنونُ وإنْ بدَت صخْرًا… تُمزَّق كالرياحِ إذا هبّتْ
وكلُّ ما عزَّ في عينيك يوماً… يُصبح يوماً ذكرى قد رحلتْ

يحكى أن… 🌾

يحكى أن شيخًا عجوزًا جلس على ربوة في قريته الصغيرة، يراقب غروب الشمس وهو يبتسم.

سأله حفيده: "جدّي، كيف تبتسم وأنت فقدت أبناءك ومالك وصحتك؟"

قال الجد: "يا بني… كل ما مضى، كنتُ أحسبه الجبل الذي لا يهتز، فإذا به ريح."

"وكل ما حسبته ضياعًا… صار نضجًا."

"تعلم يا بني، أن تتصالح مع زوال الأشياء… فهذه هي الحكمة."

ثم سكت، وقال: "تلك السنون؟ كانت رسائل من الله… لا خذلان."

قصة من السيرة… (وما بعد العسر إلا يُسرًا) 🌙

في عام الحزن، توفيت خديجة، وعم النبي ﷺ، واشتد الأذى… حتى ذهب ﷺ إلى الطائف، فطردوه وضربوه بالحجارة.

وظن الناس أن النبوة قد انطفأت، وأن النور أفل…

لكن الله أنزل في تلك الليالي:  ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ – سورة الشرح، الآية 6

ثم بعد ذلك بدأ عهد جديد، رحلة الإسراء والمعراج، ثم الهجرة، ثم الفتح، ثم النصر.

كل شيء تغيّر… لكن النبي ﷺ لم ينكسر، بل صبر، ومضى.

إليك أيها القارئ… قصة أخرى 🍂

شابٌ تعلّق بكل تفاصيل ماضيه… صديق الطفولة، ذكرياته، حتى غرفة نومه القديمة.

كان يرفض التغيير، يرفض الانتقال، يرفض فراق شيء.

وذات يوم، ضاع كل شيء فجأة: صديقه هاجر، ذكرياته زادت، وغرفته تحولت لمخزن.

جلس يبكي، لكنه فجأة كتب على جدار قلبه:

"لن أربط سعادتي بما لا يبقى…"

ومنذ ذلك اليوم، عاش مرنًا… فأحبه الناس، وأحب الحياة.

ومضات من إلهام360

الأشياء التي تحسبها لا تمر… تمرّ.

وما ظننته ثابتًا… يزول.

فلا تُبالغ في التعلّق، ولا في الجزع.

فالله يدبّر الأمر، ويُبدّل الأقدار، كما يُبدّل الليل والنهار.

الصحابة… وتقلّب الدنيا عليهم 🕊

كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من أعظم تجار الصحابة، ومن المبشّرين بالجنة. لكنه لم يكن أسيرًا لما بين يديه من مال… بل كان قلبه معلّقًا بالآخرة، لا بكنوز الأرض.

وذات يوم، وقد أُتي له بطعام وهو صائم، جلس ينظر إلى الطعام… فلم يُمدّ إليه يده. ثم قال:

“قُتِل مصعب بن عمير، وهو خير مني، ولم يُوجد له ما يُكفَّن فيه إلا بُردة، إن غُطّي بها رأسه بدت رجلاه، وإن غُطّي بها رجلاه بدا رأسه… ثم أسند ظهره، ونظر إلى ما بين يديه من النعيم، وقال كلماتٍ ترجف لها القلوب:

“ثم بُسِط لنا من الدنيا ما بُسِط، وقد خَشِينَا أن تكون حسناتنا عُجّلت لنا.”

ثم بكى… ولم يأكل شيئًا.

– رواه البخاري، حديث رقم 3677

هكذا كان الصحابة رضي الله عنهم… حتى حين فاضت بين أيديهم الخيرات، ما نسوا أن الدنيا فانية، وأن الثبات على الطريق أهم من زخرف المال

لحظة مواجهة مع الزمن

تلك السنوات التي خِلتها لن تمضي… أين هي؟

ألم ترحل؟

فلماذا لا تتعامل مع الباقي منها ككنز؟

اغتنمها، وازرع فيها ما يبقى لك عند الله، لا ما يضيع مع الناس.

اقتباسات من روح إلهام 360 🌟

"الحياة لا تسألنا إن كنا مستعدين… بل تمضي، وتترك لنا الخيار: أن ننهض، أو نندب."
"كل ما تراه اليوم ثابتًا… سيكون غدًا قصة تُروى أو ذكرى تُطوى."
ولسان الحال يقول:
بكيتُ على عمرٍ مضى… ثم علمتُ أنه نعمة
فلولا التغيّر… ما نضجتْ أرواحُنا
ولولا زوالُ الأشياء… ما تعلّمنا البقاء الحقيقي

رسالة لقلبك 🕊

يا من تقرأ الآن… لست وحدك من يتألم على ما مضى، أو يخشى ما يأتي تذكر أن الله، الذي بأمره يمضي الزمان… هو نفسه من يُسكِّن قلبك، إن لجأت إليه فلا تخف من تغيّر الأيام… بل خف أن يتغير قلبك في الطريق وإذا مضت “تلك السنون” فلا تمضِ أنت معها باكيًا… بل قف، وتعلّم، وكن أقوى.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة